Posted by : Cak_Son
Senin, 03 Oktober 2016
الفصل الأوّل
المقدّمة
1.1
خلفيّة البحث
الحمد
لله رب العالمين, الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله
النبي الأمي الأمين, وعلى آله , وأصحابه, ومن تبعه إلي يوم الدين. أما بعد:
قد ختم هذه المقالة
التي يبحث عن "مشترك اللفظي"، وكما عرفنا جميعا، وعرفنا عنها من الكتب المختلفة
والمقالة الكثيرة بالطبع أوبوصيلة الشبكة الدولية. فقد أشار علماؤنا إلى وسائل التنمية
اللغوية للعربية ومنابعها, لتبقي بها لغتنا ثرة معطاء, تلبي أشواق الروح, والمطالب
المتحددة للحياة والأحياء.واللغة متعلقة بحياة المجتمع, فالمدلولات تأتي في أذهان الأفراد
وتظهر في ألفاظهم. فالمعانى تسبق الألفاظ. ومن علاقات المعانى بالألفاظ في العربية
علاقة الاشتراك.
فهدا بحث لغوي
في المشترك اللفظي الدي قمت به استيفاء لامتحان مادة قاعة البحث للفصل الدراسي الثاني,
بكلية اللغة العربية الشعبة العامة جامعة الأزهر الشريف. وقد بدأت فيه بالسرد عن مفهوم
المشترك مع الأخد من بعض تعريفات العلماء عنه والأمثلة التي وردت في بابه. ثم عرضت
بعده عن أسباب نشأة المشترك مع إتيان الألفاظ المشتركة عند كل سبب مع مراعاة نسبتها
إلى قائلها, وتوضيح الدلالة التي تقع فيها الاشتراك. فأعرض من بعده أراء العلماء فيه
مع أدلتهم وحججهم في وقوع المشترك من كلام العرب أو من عدمه. وأردفت أراء علماء أصول
الفقه لما عندهم من صلة وثيقة مع المبادئ اللغوية.
ولما وجدت في الحقيقة
الشرعية منطلق تنطلق من الحقيقة اللغوية في فهم كتاب الله وسنة رسوله. ولا أنسى في
كل عرضي للقضية قرنته بالأمثلة لتكون أوثق وأدل. ولإتمامي هدا البحث قد استعنت
ببعض المصادر و المراجع, كالمزهر للسيوطي, ودراسات اللغوية في المشترك اللغوي للدكتور
توفيق محمد شاهين, الدي أخدت منه كثيرا واقتبست من نصه جما. والكتب الأخرى التي جمعتها
في قائمة مخصوصة في أخر بحثي.
فإن أك أصبت ,
والخير أردت, والله تعالى أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم, وأن ينفع به العربية وعشاقها.
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وعليه أنيب.
1.2
أسئلة البحث
1.
ما مفهوم المشترك اللفظي ؟
2.
كيف معايير بين الهومونيمي والبوليزيمي ؟
3.
كيف أسباب المشترك اللفظي عند القدماء
والمحدثين ؟
4.
كيف الآثار
الإيجابية والسلبية للمشترك اللفظي ؟
1.3 أهداف
البحث
1. لمعرفة مفهوم المشترك اللفظي.
2. لمعرفة معايير بين الهومونيمي والبوليزيمي.
3. لمعرفة أسباب المشترك اللفظي عند
القدماء والمحدثين.
4. لمعرفة الآثار الإيجابية والسلبية للمشترك
اللفظي.
الفصل الثّاني
العرض
2.1 مفهموم المشترك اللفظي
المشتراك
اللفظي Homonyme
هو مصطلاح مقابل للترادف. وهو أن يكون للكلمة الواحدة
عدة معان تطلق على منها على سبيل الحقيقية لا المجاز. وقد عرفه أهل الأصول بأنه "اللفظ
الواحد الدال على معنيين مختلفين فأكثر، دلالة على السواء عند أهل اللغة".[1]
ومن
أمثلته لفظ "الحوب" يطلق على أكثر من ثلاثين معنى، منها : الإثم، الأخت،
البنت، المسكنة، الهلاق، الحزن، الضرب، الضخم من الجمال، رقة فؤاد، زجر الجمل....الخ.[2]
ومن
الألفاظ المشتركة في معان كثيرة "لفظ العين" قال الأصمعي في كتاب الأجناس:
العين على ثلاثة عشر وجها:[3]
العين : هو النقد
من دنانير ودراهم.
والعين
: مطر أيام لا يقلع : يقال اصابت ارض بني فلان عين.
والعين
: عين البئر وهو مخرج مائها.
والعين
: القناة التي تعمل حتى يظهر ماؤها.
والعين
: الفوارة التي تفور من غير عمل.
والعين : ما عن يمين القبلة-قبلة
أهل مغيب الشمس. يقال نشأت السحابة من قبل العين.
والعين
: عين الإنسان التي ينظر بها.
والعين : عين النفس وهو
من قولهم عان الرجل الرجل، إذا أصابه بعين وذلك إذا نظر إليه فتعجب له، ورجل معين ومعيون.
والعين : عين الدابة أو الرجل وهو الرجل نفسه أو الدابة
أو المتاع نفسه، نقول لا أقبل منك إلى دراهمي بعينها أي لا أقبل بدلا منها.
والعين
: عين الميزان.
والعين : عين الجيش الذي ينظر لهم وعليهم ويقال له الشنيقة
والطليعة.
والعين
: عين الركبة.
والعين
: هي التي عن يمين الرضفة وشمالها.
وفي
قصيدة للمعلم بطرس كرامه المتوفي سنة 1851 التي تسمى القصيدة الخالية لأن كل قوافيها
كانت كلمة خال بمعنى مختلف نذكر منها خمسة أبيات من أولها على سبيل المثال من الطويل [4]:
أمــن
خدهــا الـوردي أفتنــك الخــال # فسـح من الأجفـان مدمعــك الخــال
وأومض
بــرق من محيــا جمالهــا # لعينيــك أم من ثغرهــا أومض الخــال
رعــى
الله ذياك القــوام وإن يكــن # تلاعــب في أعطافــه التيــه والخــال
والله
هاتيــك الجفــون فإنهــا # على الفتــك يهواهــا أخــو العشــق والخال
مهــاة
بأمــي أفتــديهــا ووالــدي # وإن لام عمــي الــطيب الأصــل والخــال
فكلمة
الخال هنا جاءت بمعاني، وهي:[5]
1. الخال
: الشامة في الوجه.
2. الخال
: السحاب الممطر.
3. الخال
: البرق.
4. الخال
: الاختيال.
5. الخال
: الخلى.
6. الخال : خال الانسان أخو الأم.
وفي
أبيات للخليل على قافية واحدة يستوي لفظها ويختلف معناها
يا
ويـح القلبــي من دواعــي الهوى # إذ رحــل الجيــران عنــد الغــروب
أتبعتهــم
طرفي وقــد أزمعــوا
# ودمــع عينــي كفيــض الغــروب
كـانــوا
وفيــهم طفلــة حــرة # تفتر عن مثــل أقــاحــي الغــروب
فالغروب الأول : غروب
الشمس.
والغروب الثاني : جمع
عرب وهو الدلو العظيمة.
والغروب الثالث : جمع
غرب وهي الوهاد المنخفضة.[6]
ومن
المشترك بالنسبة إلى لغتين: قال في الغريب المصنف قال أبو زيد: الألفت في كلام قيس:
الأحمق. والألفت في كلام تميم: الاعسر.
وقال الاصمعي: السليط
عند عامة العرب: الزيت. وعند أهل اليمن: دهن السمسم.
ومن غريب الألفاظ المشتركة
لفظة (كذب) قال خراش بن زهير العامري جاهلي:
كذبت عليكم أوعدونــي
وعللوا بــي
الأرض والأقــوام مــردان موظبــا
قال
أبو زيد في النواد: معنى كذبت عليكم أي عليكم
بي.
وتجيء
كذب في الحديث والشعر قال عمر: كذب عليكم الحج. فرفع الحج بكذب والمعنى عليكم الحج
أي حجوا. ونظر إعرابي رجل يعلف بعيرا، فقال: كذب عليك البزر والنوى. وفي الحديث: ثلاثة
أسفار كذبن عليكم. قال الأصمعي: تقول العرب هذه الكلمة إذا أراد أحدهم الشيء قال: كذب
عليك كذا: يريد عليك بكذا. وفي الحديث: كذب عليكم الحج وكذب عليكم العمرة وكذب عليكم
الجهاد.
وقال
التبريزي في موضع آخر في تهذيبه: تقول للرجل إذا أمرته بالشيء وأغريته به: كذب عليك
كذا وكذا، أي عليكم به، وفي القرآن القرء للحيض والطهر معا.
ظهرت
في اللغة العربية منذ وقت مبكر كتب كثيرة تعالج ظاهرة المشترك اللفظي وهو اللفظ الذي
يحمل أكثر من معنى.[7]
أ. فمنه ما اتجه إلى دراسته
في القرآن الكريم.
ب.
ومنه ما اتجه إلى دراسته
في الحديث النبوي الشريف.
ج.
ومنه اتجه إلى دراسته في اللغة العربية ككل.
وأقدم
ما وصلنا من كتاب يدخل تحت النوع الأول، ومن ذلك:
1)
الوجوه
والنظائر (أو الأشباه والنظائر) في القرآن الكريم لمقاتل بن سليمان البلخي المتوفى
سنه 150 ه.
2)
الوجوه
والنظائر في القرآن لهارون بن موسى الأزدي الأعور المتوفي سنه 170 ه.
ثم تتبعت المؤلفات في
هذا الموضوع بعد ذلك، فكتب فيه الحسين بن محمد الدامغاني تحت نفس الاسم: ((الوجوه والنظائر)).
وقد حققه ورتبه الأستاذ عبد العزيز سيد الأهل ونشره تحت اسم ((إصلاح الوجوه والنظائر...)).
وممن ألف فيه كذلك ابن الجوزي. وخصوص السيوطي للمشترك في القرآن الكريم القسم الأعظم
من كتابه ((معترك الأقران في الإعجاز القرآن))، الذي حققه الأستاذ علي محمد البجاوي
في ثلاثة أجزاء. وقد شغل موضوع المشترك في القرآن الكريم ابتداء من ص 514 من الجزاء
الأول. وأشار السيوطي في كتابه ((الإتقان)) أكثر من مرة إلى عمله في مشترك القرآن على
أنه تألف مستقل يحمل اسم ((معترك الأقران في مشترك القرآن)). فلعل إعجاز القرآن ومعترك
الأقران كان كاتبين مستقلين ثم أدمجا في كتاب واحد فيما بعد. ولعل مما يدل على هذا
قول السيوطي نفسه في الجزء الأول من كتابه (ص 515، 516): ((فاشدد بكلتا يديك على هذا
الكتاب المسمى بإعجاز القرآن ةمعترك الأقران)). وقد عد السيوطي من إعجاز القرآن الفاظه
المشتركه، بل عدها من أعظم إعجازه، "حيث كانت الكلمة الواحدة تتصرف إلى عشرين
وجها وأكثر وأقل ولا يوجد ذلك في كلام البشر".[8]
وواضح مما تقدم أن كلمة
((الوجوه)) في مفهوم مقاتل وهارون والدامغاني وغيرهم تعنى ما يعنيه اللغويون بالمشترك
اللفظي. قال الزركشي في البرهان : ((وقد صنف فيه قديما مقاتل بن سليمان. فالوجوه :
اللفظ المشترك الذي يستعمل في عدة معان كلفظ الهدى له سبعة عشر معنى في القرآن...))
أما كلمة ((النظائر)) فتعنى الألفاظ المتواطئة أو المترادفة، أو على حد تعبير السيوطي
((ما اختلف لفظه واتحد معنا)). ولكن من يستعرض الكتب التي تحمل اسم ((الوجوه والنظائر))
لا يوجد فيها حديثا خصا عن المترادفات فلماذا حملت هذا الاسم المزدوج؟ الذي يبدو لي
أن كل مشترك لفظي يحمل في داخله ترادفا. فإذا قلنا إن اللسان في القرآن الكريم على
أربعة أوجه : اللغة والدعاء والعضو المعروف والثناء الحسن فمعنى هذا أن اللسان له أربعة
وجوه أو أربعة معان فهو مشترك افظي. وهو في نفس الوقت يملك عدة نظائر أو مترادفات.
فاللسان مع اللغة يكون ترادفا، وهو مع الدعاء يكون ترادفا ثانيا، ومع الثناء الحسن
يكون ترادفا ثالثا....وهكذا. وإذا قلنا إن ((الولي)) على عشرة وجوه في القرآن منها
: الولد والصاحب والقريب والرب والمولي الذي يعتق... فمنى هذا أن للفظ نظائر أو مرادفات
عدة إذا يكون ترادفا مع الولد وترادفا ثانيا مع الصاحب وثالثا مع القريب ورابعا مع
الرب وخامسا مع المولي....وهكذا... فمن أجل هذا صح أن تحمل هذه الكتب اسم ((الوجوه
والنظائر)) مشيرة بالوجوه إلى المعاني المتعددة للفظ وبالنظائر إلى الألفاظ المتعددة
للمعنى.[9]
وهناك كتاب آخر من الكتاب
المبكرة التي وصلتنا عالج قضية المشترك اللفظي في القرآن الكريم ولكن تحت عنوان مختلف،
ذلك هو كتاب المبرد (ت 285 هــ) المسمى ((كتاب ما اتفق لفظه والختلف معانه من القرآن
المجيد)). ويبدو أن مفهوم المشترك اللفظي عند المبرد كان أضيق من مفهومه عند مألفي
((الوجوه والنظائر))، كما يبدو أن اشترط المبرد في الكلمة التي يوردها أن يكون القرآن
الكريم قد استعملها بمعنييها أو معانيها – يبدو أن هذا وذاك قد قيدا المؤلف كثيرا،
ولذا لا نجد في الكتاب مما يدخل تحت العنوان سوى كلمات قليلة جدا قد لا تتجاوز أصابع
اليد الواحدة. ولكن الذي زاد في حجم الكتاب أن المبرد عالج فيه أشتاتا من الكلمات والعبارات
التي ليست من الشترك اللفظي في شيء مثل مشاكلة في قوله تعالى : ((وجزاء سيئة مثلها))
وقوله تعالى ((فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل مااعتدى عليكم)). ومثل رفع التناقد
ظاهري في بعض الآيات القرآنية، كما في قوله تعالى : ((وقفوهم إنهم مسئولون))، مع قوله
: ((فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان)) ومع هذه التجاوزات ظل حجم الكتاب صغيرا،
ولذا فإن قيمته ليست في المادة التي يحويها، وإنما في مقدمته التي أشار فيها إلى أهمية
السياق، وإلى ضرورة أن ينصب مستخدم المشترك
اللفظي من الدلائل ما يدل السامع أو القاريء على المعنى المعين الذي يعنيه.[10]
أما النوع الثاني الذي
توجه إلى دراسة المشترك اللفظي في الحديث النبوي فقط فلم يصلنا منه سوى كتاب واحد هو
((كتاب الأجناس من كلام العرب وما اشتبه في اللفظ واختلف في المعنى)) لأبي عبيد القاسم
بن سلام (224 هـ ).[11]
وأما النوع الثالث الذي
اتجه إلى دراسة المشترك اللفظي في اللغة العربية ككل فقد كان من رواده الأصمعي واليزيدي
وأبو العميثل وكراع النمل. وقد وصلنا منه كتابا أبي العميثل وكراع.[12]
أما كتاب أبي العميثل
الأعرابي عبد الله بن خليد (ت 240 هــ) فعنوانه ((كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه)).
ويحتوي الكتاب على حوالي 300 كلمة، ويقع في 74 صفحة، ومع أن حجمه يبلغ نحو الثلث من
كتاب كراع فأنه يحوي كذلك كلمات لا توجد فيه، مثل: فروة – كراع – عقيقة – خلية. كما
يتميز هذا الكتاب كذلك بمعالجته معاني الكلمات بصورة أوسع مما فعل كراع كما سيبين من
الاقتاس الذي سنورده بعد.
وأما كتاب كراع (علي بن
الحسن الهنائي، ت 310 هــ) فيحمل اسم ((المنجد في اللغة)) وورد اسمه في كتب التراجم
((المنجد فيما اتفق لفظه واختلف معناه)) والتنجيد في اللغة التزبين.
وقد بدأ الكتاب بمقدمة
قصيرة تحدثت عن منهج المؤلف، وتلا ذلك المادة اللغوية موزعة على أبواب ستة على النحو
التالي [13]:
1. الباب
الأول : في ذكر أعضاء البدن من الرأس الى القدم.
2. الباب
الثاني : في ذكر صنوف الحيوان من الناس والسباع والبهائم والهام.
3. الباب
الثالث : في ذكر الطير، الصوائد منها والبغاث وغير ذلك.
4. الباب
الرابع : في ذكر السلاح وما قاربه.
5. الباب
الخامس : في ذكر السماء وما يليها.
6. الباب السادس : في ذكر الأرض وما عليها.
أمّا
ترجع قيمة هذا الكتاب إلى ما يأتي:
1)
أنه
أقدم كتاب الشامل يصلنا في موضوع المشترك اللفظي، إذ يحتوي على قرابة بسعمائة كلمة
في حين يحتوي كتاب أبي العميثل على حوالي ثلثمائة كلمة.
2)
أنه أول كتاب-في نوعه
تبدو فيه روح النظام، وبخاصة في قسميه الأول والسادس. فعل الرغم من أن القسم الأول
من الكتاب لم يرتب هجائيا، فأنت تلمح فيه نوعا من الترتيب المتمثل في البدء بأجزاء
البدن العليا، ثم النزول شيئا فشيئا حتى القدمين. أما القسم السادس فمرتب ترتيبا هجائيا،
سبق أن ذكرنا.
3)
أنه
من أوائل الكتب اللغوية التي راعت في ترتيب المادة اللغوية صورة الكلمة التي تنطق عليها
لا جذرها. كما أنه من أوائل الكتب التي راعت ثواني الكلمات ولم تقتصير على أوائلها
كما فعل أبو عمرو الشيباني في معجمه الجيم.
4)
أن
كثيرا من مادته مأخوذ من مراجع قديمة لم تصل إلينا. ولذا يعد كتاب كراع أقدم مصدر لها.
ويفسر هذا كثيرة ما روى عن كراع وحده في كتاب اللغة، كقول ابن منظور: الجنيبة صوف الثاني
عن كراع وحده. وقوله: قال كراع: بهراء ممدود قبيلة، وقد تقصر قال ابن سيده: لا أعلم
أحدا حكى فيه القصر إلا هو.
5)
أنه
يحتوي على مجموعة لا بأس بها من التعبيرات المحلية، ةبخاصة تلك المنسوبة إلى الجنوب
العربي وطنه الأول، ولمصر وطنه الثاني. فمن الأول قوله: الواقف بلغة أهل اليمن: القدم،
وقوله: المقود: الأنف عند أهل اليمن. ومن الثاني قوله: رف الحاجب: اختلج، وقوله: فحم
الصبي بكي حتى ينقطع صوته.[14]
رأي
القدماء وقوعه:
لم يثر أي جدل بين اللغويين
العرب حول وجود المشترك اللفظي في اللغة العربية بل انعقد إجماعهم على وجوده. يقول
سيبوية: ((اعلم أن من كلامهم...اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين))، ويقول ابن فارس تحت
عنوان: باب أجناس الكلام في الاتفاق والافتراق:" يكون ذلك على وجوه...ومنه اتفاق
اللفظ واختلاف المعنى كقولنا عين الماء وعين المال وعين الركية وعين الميزان.[15]
نعم
وجد من للغويين من ضيق مفهوم المشترك اللفظي وأخرج منه كل ما يمكن رد معانيه إلى معنى
واحد، ومن هؤلاء ابن درستوية الذي جاء عنه في المزهر: ((قال ابن درستوية في شرح الفصيح
– وقد ذكر لفظة (وجد) واختلاف معانيها: هذه اللفظة من أقوى حجج من يزعم أن من كلام
العرب ما يتفق لفظه ويختلف معناه لأن سيبويه ذكره في أول كتابه، وجعله من الأصول المتقدمة،
فظن من لم يتأمل المعاني ولم يتحقق الحقائق أن هذا لفظ واحد قد جاء لمعان مختلفة وإنما
هذا المعاني كلها شيء واحد، وهو إصابة الشيء خيرا كان أو شرا ولكن فرقوا بين المصدر...)).
ولعله كان يرد بذلك على المبرد الذي مثل لا تفاق اللفظين واختلاف المعنيين بقوله:
((وجدت شيئا إذا أردت وجدان الضالة. ووجدت على الرجل من الموجدة. ووجدت زيدا كريما
أي علمت)). ويثنى الدكتور إبراهيم لأنيس على موقف ابن درستوية قائلا: ((وقد كان ابن
درستوية محقا حين أنكر معظم تلك الألفاظ التي عدت من المشترك اللفظي، واعتبارها من
المجاز. فكلمة الهلال حين تعبر عن هلال السماء، وعن حديدة الصيد التي تشبه في شكلها
الهلال وعن هلال النعل الذي يشبه في شكله الهلال لا يصح إذن أن تعد من المشترك اللفظي
لأن المعنى واحد في كل هذا، وقد لعب المجاز دوره في كل هذه الاستعمالات)).[16]
أما
علماء الأصول فقد أثروا جدلا كبيرا حول هذه الظاهرة وتفرقوا شيعا وأحزابا:
1)
فمنهم
من قال بوجوب وقوعه، وحجتهم أنه "لو لم تكن الألفاظ المشتركة واقعة في اللغة
– مع أن المسميات غير متناهية والأسماء متناهية ضرورة تركبها من الحروف المتناهية
– لخلت أكثر المسميات عن الألفاظ الدالة عليها مع دعوة الحاجة إليها".
2)
ومنهم
من قال باستحالة وقوعة عقلا بدوى ((إخلاله بالتفهيم المقصود من الوضع لخفاء القرائن)).
وتقريب وجهة نظرهم أن الواضع الحكيم لا يمكين أن يقدم على عمل لا يستهدف من ورائه غاية.
والغاية الحكيمة المترتبه على الوضع هي تهيئة وسائل التفاهم بين أفراد المجتمع. وبما
أن جعل اللفظ الواحد لأكثر من معنى مع خفاء القرائن مما يخل بتحقيق هذه الغاية فلا
يعقل أن يقدم عليها الواضع يحال.
3)
ولأكثرون
على إمكان وقوعه لفقدان الموانع العقلية, وعلى وقوعة فعلا. وكتب اللغة مليئة بهذه الألفاظ،
بل ما من مادة من المواد إلا ويذكرون لها عدة معان على سبيل الاشتراك اللفظي. وكل شبهة
تثار على خلاف هذا ينقضها الواقع الذي نلمسه في جميع اللغات. فهي أقرب إلى الشبهة في
مقابل البديهة.[17]
مفهوم
المشترك اللفظي عند القدماء:
قال السيوطي: "وقد
حده أهل الأصول بأنه اللفظ الواحد الدال على معنيين مختلفين فأكثر دلالة على السواء
عند أهل تلك اللغة".
وعرفه الآملي بأنه ((وضع
اللفظ الواحد مادة وهيئة بإزاء معنيين متغايرين أو أكثر)). ومن استقراء الأمثلة التي
ذكرها اللغويون للمشترك اللفظي يتبين أنه يتحقق عندما تؤدي كلمة ما أكثر من معنى من
غير نظر إلى:
1. أ ما إذا كانت هناك علاقة
بين المعنيين أولا . فالأول مثل كلمة ((الهلال)) التي سبق ذكرها. ومثل كلمة ((بعصوصة
)) التي تعني دويبة صغيرة لها بريق من بياضها وتطلق كذلك على الصبي الصغير لضعفه. ومثل
كلمة البشرة التي تعنى في الحقيقة جلد الإنسان وتستعمل كذلك لعلاقة المشابهة بمعنى
النبات. والثاني مثل كلمة الأرض التي ذكر كراع من معانيها: قوائم الدبة – والزكام – والرعدة. وقد روى عن ابن عباس
قوله حين أصابت الناس زلزلة: ((أزلزلت الأرض أم بي أرض)) أي رعدة.
2.
ما إذا كان المعنيان متضادين
أولا. فالأول مثل قولهم ((البشر)) للعطاء وجون للأسود والأبيض.
3.
ما
إذا كانت الكلمة في أحد معنييها تنتمي إلى قسم معين من أقسام الكلام، وفي المعنى الآخر
إلى قسم آخر، أو كانت تنتمي بمعنييها إلى قسم واحد. فالأول مثل كلمة ((أجم)) التي تستعمل
فعلا في مثل قولهم ((أجم الأمر)) إذا اقترب، وتستعمل وصفا في قولهم ((كبش أجم)) إذا
كان بغير قرون، و ((رجل أجم)) إذا كان بدون ومح. وروى السيوطي عن الخليل الأبيات التالية:
يا ويح قلبي من دواعي
الهوى # إذا رحل الجيران عند الغروب
أتبعتهم طريفي وقد أزمعوا
# ودمع عيني كفيض الغروب
كانوا وفيهم طفلة حرة
# تفتر عن مثل أقاحي الغروب
ثم
قال: فالغروب الأول عروب الشمس. والثاني جمع غرب، وهو الدلو العظيمة المملوءة. والثالث
جمع غرب وهي الوهاد المنخفضة.[18]
2.2 معايير بين الهومونيمي والبوليزيمي
هناك
من اللغويين من أخرج الأنواع الثلاثة الأولى من المشترك اللفظي وعدها طريقا إلى المجاز،
أو نوعا من المجاز . كما أن هناك من أدمج النوعين الثالث والرابع واعتبرها نوعا واحدا
وأهم اعترض يمكن أن يوجه إلى هذه الرأي أن هناك فرقا بين كلمتين اثنين بأصلين مختلفين
حدث في وقت ما طبقا لتطور صوتي أن تطابقا، وكلمة واحدة تطور معناها ببطء أو بطريق المجاز
عن المعنى الأول حتى صار لها معنيان مختلفان. ولهذا ينبغي أن يعطي كل نوع اسما خاصا.
لكن
معظم اللغويين على الفصل بين البوليزيمي والهومونيمي، وإن لم يحدث اتفاق على وسيلة
التمييز بين النوعين. وأهم ما طرح من آراء حول هذا الموضوع يتلخص فيما يأتي:
1.
إذا
كانت كلمات المشترك اللفظي تملك نفس النطق ولكن بهجاء مختلف. مثل Hair مع heir، و reed
مع read، و pear
مع pair
مع pare فإن اختلاف الهجاء
يكفي لجعل الكلمات من نوع الهومونيمي.
2.
أما
إذا كانت الكلمة تملك نفس النطق والهجاء وتتعدد معانيها فقد اقترحت الوسائل الآتية:
أ.
اللجوء
إلى المعيار الدلالي. فإذا لم توجد علاقة دلالية بين المعنيين فلا مشكلة لأن كلا منهما
كلمة مستقلة حدث بطريق الصدقة أن تملكت نفس النطق والكتابة. أما إذا وجدت العلاقة أو
المشا بهة فهما كلمة واحدة تطورت إما تطورا
بطيئا بمرور الوقت، أو سريعا عن طريق المجاز.
والمشكلات التي تحوط هذا
المعيار كثيرة:
(1) فقد
يكون أحد المعنيين متفرعا في الأصل عن الآخر بطريق المجاز ثم نسى المجاز بمرور الوقت
وصار من النوع المسمى بالمجاز الميت.
(2) أن
رسم الحدود بين المعاني سيد خله جزء اعتباطي أو تحكمي أو ذاتي لأنه – على حد تعبير
بلومفيد – ليس من الأمور القابلة للقياس الدقيق.
(3) صعوبة التطبيق. ويمكن التمثيل لذلك بكلمة bill الإنجليزية. فإذا كان من الممكن الزعم بأن اثنين
من معانيها (منقار الطائر – ورقة نقدية) لا يملكان أي مكونات تشخيصية مشتركة على المستوى
القريب فمن الصعب إصدار نفس الحكم على معانى الكلمة الأخرى (فاتورة – إعلان – مشروع
قانون . .).
ب.
ويرى Lyons اتخاذ أجزاء الكلام كمعيار
لفصل الهومونيمي من البوليزيمي وعلى هذا فكلمة
hammer (اسم) و
hammer (فعل) توضعان في المعجم كمدخلين منفصلين.
في حين أن division (عملية
حسابية=القسمة)، و division (فرقة
من الجيش) توضعان معا في مدخل واحد.
ويعترض lehrer على هذا المعيار قائلا: ويبدو لي أن كلمتي division أكثر بعدا من الناحية السيمانتية من كلمتي hammer، لأن ما يتعلق بالحساب يدخل تحت مجال (المقدار)، وما يتعلق بالجيش
يدخل تحت مجال (العدد).
ج. ويقترح أولمان
معيارا ذا ثلاث شعب على النحو التالي:
1.
حينما
يعطي كل من اللفظين مشتقات مختلفة فإن هذا يعني أنها كلمتان مختلفتان ويجب معا ملتهما
على أنهما ينتميان إلى مادتين معجميتين مختلفين.
وضرب مثلا لذلك بكلمة balle الفرنسية
التي تملك في أحد فرعيها : المشتق: ballon (بمعنى
بالون) وفي الفرع الآخر : المشتق ballon (حزمة
أو لفة)، مما يرجح اعتبارهما كلمتين مختلفين(هو مونيمي.
2.
إذا
وجد اسمان متطابقان أو أكثر ولكن دخل تحت موضوعين مختلفتين فان الأمر يكون متعلقا بالهومونيمي
وليس البوليزيمي. مثال ذلك الصيغة suit (دعوى
تقام على شخص) و suit (حلة.
3.
كذلك
يمكن إجراء اختبار رد الفعل عند المتكلمين المواطنين لتقرير ما إذا كانت الصيغة الغامضة
مادة معجمية واحدة أو أكثر.
د. ويقترح Chapin
أن ينظر الشخص الى لغة أخرى من أجل المقارنة. إذا كان
هناك لغة أخرى تضع لفظين لما تضع له الإنجليزية لفظا واحدا فإننا نقرر أننا أمام هو
مونيمات في الإنجليزية.
ويمكن التمثيل لهذا بكلمة uncle الإنجليزية بمعنييها:
(أخو الأب) و(أخو الأم) فيجب على هذا الاقتراح اعتبارها من الهومونيمي لأن هناك لغات
أخرى تعبر عن هذين المعنيين بلفظين مستقلين مثل اللغة العربية التي تستعمل (عم) و(خال).
ويعيب هذا المعيار أن
وصف اللغة يقوم على أساس من شعور أبنائها. ولذا فإن استخدام لغات أخرى لا يعد ملائما.
كما أن استخدم اللغة الأخرى في المقارنة لن يؤدي إلى نتيجة حاسمة. فكلمة hot تحمل معنى (ساخن) في اللغة الإنجليزية. ومقابلتها
في العربية تحمل إلى جانب هذا المعنى معنى آخر هو (الغضب) و(الثورة). ومقابلتها في
الصينية والملاوية والهاوسا تحمل معاني أخرى مثل (الغضب الشديد) و (الحماسة)، وهي معان
تصنع لها لغات أخرى ثلاث كلمات.
ه. ويعطى Weinreich معيارا آخر يقوم على حصر
مكونات المعنى أو ملامح التعريف . نكون أمام بوليز يمسي إذا كان المثالان يملكان على
الأقل ملمحا دلاليا مشتركا. ونكون أمام هومونيمي إذا لم يوجد أي ملمح مشترك.
لكن المشكلة ما تزال موجودة
لأنه توجد صعوبة في تحديد الملمح الملائم الذي يعول عليه. وباستخدام هذا المعيار تصنف
كلمتا bank (مصرف-صفة)
على أنها من البوليزيمي ما دام كل منهما يملك الملامح المشتركة: شيء مادي، محموس غير
حي.
ويترح Katz طريقة أخرى لتطبيق هذا
المعيار وذلك بأن نضع مقياسا (لتحديد درجة تشابه المعنى). ثم يمضي قائلا: إن التشابه
في المعنى يمكن أن يحدد بعّد المكونات المشتركة بين المفردتين:
ولكن عدّ المكونات لن
يقدم شيئا كما ظهر في كلمة bank بمعنييها،
وكما يظهر في المثال التالي (وقد سبق اقتباسه:
مصب النهر Mouth
|
فم الشخص Mouth
|
1.
شيئ مادي.
2.
متحيز.
3.
جزء غير حي لشيئ
غير حي.
4.
فتحة.
5.
حينما يصب الماء
|
1.
شيئ مادي.
2.
متحيز.
3.
جزء غير حي لشيئ
غير حي.
4.
فتحة.
5.
من أجل الأكل والكلام.
|
فمعظم الملامح مثل رقمي
1، 2 لها فائدة بسيطة في الموضوع. والملمح الملائم المشترك هو رقم 4، وهو في الحقيقة
الملمح الهام. وعلى هذا يبدو أن عدّ الملامح ومقارنتها ليس صالحا، لأن بعض الملامح
هام، وبعضها لا أهمية له.
و. ويقترح بعضهم استخدا نظرية
(الحقل الدلالي) لتمييز كلمات النوعين. الكلمات المنتمية إلى حقل دلالي واحد تعد من
البوليزيمي. أما المنتمية إلى حقول دلالية متعددة فينظر إليها على أنها كلمات منفصلة
(هومونيمي). فكلمة orange (برتقالي)
تخص حقل الألوان، وكلمة orange (ثمرة
الفاكهة) تخص حقل الفاكهة. ومثل هذا يقال عن الصيغة
bank. فهي بمعنى مصرف تخص حقل المباني والمؤسسات
(مصرف-بورصة-سوق-مصلحة..) وبمعنى ضفة النهر تخص حقل المناطق القريبة ن الماء (شاطئ-ساحل-كوبرى-طريق
ساحلي..)
ولكن تبقى مشكلة الوسيلة
لتحديد الحقول الدلالية وحصر الكلمات تحت كل حقل.
ز. واتخذ بعضهم ما سماه
بالترابط أساسا للفصل بين النوعين. فالبوليزيزي يجب أن تكون كلماته مترابطة بخلاف الهومونيمي.
والترابط نوعان:
(1) ترابط
تاريخي.
(2) ترابط
عقلي أو نفسي.
يكون المعنيان مترابطين
تاريخيا إذا أمكن ردهما إلى نفس الأصل، أو كان أحد المعنيين مأخوذا عن الآخر. ويكونان
مترابطين عقليا إذا كان المستعملون المعاصرون للغة يشعرون أنهما مترابطان وأنها استعمالان
مختلفان لنفس الكلمة.
وليس من الازم أن يتطابق
التقسيمان. فمثلا الكلمتان : ear (أذن)
وear (سنبلة) قد يكونان
مترابطين في عقل أبناء اللغة ولكنهما ينتميان تاريخيا إلى أصلين اشتقاقيين مختلفين.
فالأولى من الأصل الإنجليزي القديم eare (قارنها
بالكلمة الاتينية auris بمعنى
أذن) والثانية من الأصل الإيجليزي القديم
ear (قارنها بالكلمة الاتينية acus أو aceris بمعنى قشرة كوز الذرة
مثلا).
معنى وحد أو معان متعددة
سبق أن قلنا إن من الصعب
الفصل بين ما سماه أو لمان (تغييرات في الاستعمال)، وما يسميه اللغويون (بوليزيمي).
ويترتب على صعوبة الفصل صعوبة الحكم على اللفظ أهو من نوع ال
monosemy (كلمة واحدة-أكثر من معنى).
و يرى Lyons عدم الاعتماد على الأصل
التاريخي في مثل هاتين الكلمتين، واعتبارهما كلمة واحدة لأنهما كذلك في استعمال المتكلم
الإيجليزي الحديث.
والأمثلة الآتية تبين
صعوبة الحكم:
1- إذا
استعملنا كلمة paint لتعنى
(يحمي عن طريق استعمال الكلمة في معنى واحد. وبدلا من القول إن paint لها معنيان: يزخرف، ويحمي
نقول إنها تحمل معنى واحد: استخدام الدهان ل.. مع تعدد أغراض الدهان.
2- ومثل
هذا يقال عن كلمة suggest إذا
استعملت مع إنسان، ومع غير إنسان فهل تظل تحمل معنى واحدا، أو تكون ذات معنيين؟
3- والفعل get في الاستعمالات الآتية:
أ- Get a book
ب- Get down
يقترح Kimball فحص هذه المواقع باالبحث
عن إعادة للصياغة. وحين نفعل ذلك سيتبين اننا نملك فعلا مختلفا في كل حالة:
فرقم أ تعني receive أو obtain
فرقم ب تعني move
فرقم ت تعني to be
ورقم ث تعني to become
ويخلص Kimball إلى القول: إذا كانت الكلمة
المفحوصة تستخدم في تعبيرات متعددة وكانت الكلمات التي تأتي مرادفة للكلمة المفحوصة
تستخدم في تعبيرات متعددة وكانت الكلمات التي
تأتي مرادفة للكلمة المفحوصة في هذه التعبيرات ليست مترادفة فيما بينها فمعنى هذا أن
الكلمة المفحوصة من المشترك اللفظي.
وتتمثل صعوبة الفصل كذلك
في الكلمات ذات الاستخدامات المجازية فهل تعد من النوع الأول أو الثاني؟
وأمثلة ذلك كثيرة منها:
1- كلمة hand في اللغة الإنجليزية ترد
في التعبيرات الآتية:
He raised his hand (حقيقية)
2- كلمة chair ترد في التعبيرات الآتية
He sat in a chair
3- كلمة boil ترد في التعبيرات الآتية:
The water is boiling
The vegetables are
boiling
She boiled the eggs
His wife is boiling
4- كلمة run ترد في التعبيرات الآتية:
أ- He ran to the house
ب- The clock is running fast
فهل نقول إننا نملك معنى
واحد حقيقيا أو معنى مركزيا لكل كلمة تدور حوله معان أخرى أو نملك عدة معان للكلمة
الواحدة؟
ومثل هذا يقال عن الأمثلة
العربية الآتية:
1- كلمة
(يد) ترد في الاستعمالات الآتية:
كسرت يد فلان
يد الفأس (مقبضها)
يد الطائر (جناحه)
طويل اليد (للمسح الجواد)
يد الرجل (جماعة قومه
وأنصاره)
2- كلمة
(كتب) ترد في التعبيرات الآتية:
كتب الكتاب (انتسخة)
كتب البلغة (جمع بين شفريها
بحلقة)
كتب الكتيبة (جمعها)
فهل نقول إننا أمام مجاز
أو مشترك لفظي؟
وفي رأيي أننا يجيب أن
نميز بين نوعين من المجاز:
أ- النوع الحي الذي ما زال
يثير الغرابة والدهشة، وهذا لا بد من اعتباره مرتبطا بمعناه الحقيقي، ولذا لا بد من
تفسيره على ضوء المعنى الحقيقي. فهذا يعد من النوع الأول مثل رأس المسمار ورجل الكرسي
وإطلاق أسد على الرجل الشجاع.
ب- النوع الميت أو المنسى، وهو في هذه الحالة لا يثير
لدى السامع دون ربطها بمعناها الأول وهو كتب البغلة أو القربة... فهذا يعد من النوع
الثاني وهو النوليزيمي وإن كان في أصله قد اعتمد على المجاز.
2.3 أسباب المشترك اللفظي عند القدماء
والمحدثين
2.4 الآثار الإيجابية والسلبية
للمشترك اللفظي
أ. الآثار الإيجابية
من
الممكن أن يصل الباحث إلى مجموعة من الآثار الإيجابية لهذه الظاهرة منها:[19]
1. أن وجود كلمة مستقلة لكل شيء من
الأشياء التي قد نتناولها بالحديث من شأنه أن يفرض حملا ثقيلا على الذاكرة
الإنسانية.
مثال : غسل نفسه, وغسل رأسه, وغسل شخص آخر....في حين أنه لاتوجد لديه كلمة
واحدة للدلالة على العملية العامة البسيطة وهي مجرد الغسل.[20]
2. استغلال الغموض كخاصة من خواص الأسلوب,
وهو أمر وجد في الآدب القديمة ومايزال يوجد في الآدب الحديثة.
مثال : قال أبو نواس
(عباس عباس إذا احتدم الوغي والفضل فضل، والربيع ربيع).
فالكلمات الأولى في
بيت أبي نواس أعلام, والثانية أوصاف.[21]
3.
استخدام
اللفظ في معنى مجازي يجعله أكثر أدبية, إذ يصبح مليئا بالحيوية والإشراق، قادرا
على التأثير في النفس، فضلا عما يثيره وبخاصة إذا كان مجازا جديدا من دهشة واهتمام.[22]
مثال : طار الفرس في
الطريق.
4. كثيرا ما يأتي تعدد المعنى أو نقله لسد
فجوة معجمية، وكثيرا ما يرد هذا النوع في حياتنا اليومية وفي لغتنا العادية.
مثال : استخدام أعضاء
البدن- في كل اللغات- استخدامات مجازية مع الجمادات كأنف الحبل، عنق الزجاجة.[23]
ب.
الآثار السلبية
إن
أخطر الآثار السلبية لظاهرة المشترك اللفظي ما قد توجده من تشويش يعوق التفاهم, أو
يلقى ظلالا من الغموض على المعنى. وتواجه اللغة هذه المشكلة الخطيرة أو الحالة
الوبائية، كما سماها أولمان بجملة من الإجراءات السريعة تضع حدا لهذا الصراع,
وتفصل بين الكلمتين. ومن هذه الإجراءات:[24]
1. هجر أحد
المعنيين وتركه بالكلية لتصادمه مع المعنى الآخر، وكثيرا ما يهجر المعنى ويبقى
المعنى الثاني، إذا ما حدث الاحتكاك.
وعادة ما يحدث الاحتكاك إذا تحققت الشروط الآتية :
أ. أن تكون
الكلمتان مستعملتين في نفس المجال اللغوي وفي طبقة اجتماعية واحدة.
ب. أن تكون
الفترة الزمنية واحدة.
ج. أن تنتمي كلمتا
المشترك اللفظي إلى نفس النوع الكلامى وأن يرد في نفس التراكيب النحوية.[25]
د. أن تتحد كتابة الكلمتين كما فيLight (بمعنى خفيف وبمعنى ضوء).
2.
بقاء
اللفظين، مع الاعتماد على السياق أو القرينة الخارجية لتحديد المعنى المراد.
مثال : كلمة
"عين" التي تستعمل حتى الآن في أكثر من معنى دون خوف الالتباس اعتمادا
على دلالة السياق. فقولنا : تفجرت عين في الصحراء غير قولنا : دمعت عين فلان.[26]
3.
تغيير
صيغة إحدى الكلمتين حتى تأخذ شكلا خاصا بها يميزها عن الكلمة الأخرى.[27]
مثال : كلمة Gate(مدخل-شارع).
4.
عدم
استخدام بعض الكلمات التي ينبغي أن تنطق بإبدال صوتي معين (طبقا لنظام اللهجة
الصوتي).
مثال : كلمة
"ذم" التي تقلب ذالها زايا ( زمّ ) ولا تقلب دالا ( كما حدث مع ذبح-
دبح, وذبل- دبل ) حتى تلتبس بكلمة دم المستعملة في اللهجة.
5.
وقد
ينتج عن صراع المعاني بين كلمات المشترك اللفظي تحديد استعمال الكلمات.
مثال: كلمة
"جدر" لها معنى واحد عند الفلاح أو عالم البنات, ولها معنى ثان عند
اللغوي, ومعنى ثالث عند علم
الرياضيات.[28]
[1] محمد أسعد النادري، فقه اللغة مناهله ومسائله. ص: 306
[2] إميل بديع يعقوب، فقه اللغة العربية وخصائصها. ص: 178
[3] أحمد عبد الرحمن حماد، عوامل التطور اللغوي، ص 72
[4] المرجع السابق. ص: 72 -73
[5] المرجع السابق. ص 73
[6] أحمد عبد الرحمن حماد. عوامل التطور اللغوي. ص: 73
[7] د. أحمد مختار عمر. ص: 147
[8] المرجع السابق. ص: 148
[14] المرجع السابق. ص: 153
[16] المرجع السابق. ص: 156-157
[17] المرجع السابق. ص: 157-158
[18] المرجع السابق. ص: 158-159
[19] المرجع السابق. ص: 179
[20] المرجع السابق. ص: 180
[24] د.المرجع السابق. ص: 183
[25] المرجع السابق. ص: 185
[27] المرجع السابق. ص: 187
[28] المرجع السابق. ص: 188